أهمية الصوم...
--------------------------------------------------------------------------------
هناك آيات وروايات كثيرة تؤكِّد على أهمية هذه العبادة بين العبادات الآخرى.
وقد ورد أن الصوم مبعد للشيطان كما بين المشرق والمغرب ومسود لوجهه، وبما بني عليه الإسلام وجنة من النار وزكاة للأبدان وفاعله في عبادة وإن كان على فراشه ما لم يغتب مسلما ونومه عبادة وصمته ونفسه تسبيحا وعمله متقبلا ودعائه مستجاباً.
وإن للصائم فرحتين فرحة عند الافطار وفرحة عند لقاء به، وإن العبد يصوم متقربا إلى الله سبحانه فيدخله به الجنة، وإن لله ملائكة موكلين بالدعاء للصائمين.
وإن المؤمن إذا صام شهر رمضان احتساباً أوجب الله له سبع خصال:
يذوب الحرام من جسده، ويقرّب من رحمة ربه، ويكفر خطيئة أبيه آدم عليه السلام، ويهوّن الله عليه سكرات الموت، ويأمنه من جوع يوم القيامة وعطشه، ويعطيه الله من البراءة من النار، ويطعمه من طيبات الجنة.
وإنه ما من صائم يحضر قوما يأكلون إلا سبح اقتضاؤه وكانت صلاة الملائكة عليه، وإن من صام لله يوما في شدة الحر فأصابه ظمأ وكل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه حتى إذا أفطر قال الله سبحانه:
"ما أطيب ريحك وروحك، ملائكتي اشهدوا أني قد غفرت له"
الصّـوم لله وحـده:
قيل في تخصيص الصوم بالله تعالى لكونه أمرا عدمياً لا يظهر لغيره تعالى، فهو أبعد من الرياء وأقرب إلى الإخلاص. وأمّا سائر العبادات فلاشتمالها على حركات وسكنات، كالصلاة والحج، فتسرّب شائبة الرياء إليها أكبر، وقد ورد في حديث عن الله تعالى:
"كل عمل ابن آدم هو له، غير الصيام هو لي وأنا أجزي به"
كما أنَّ ما في خطبة الزهراء عليها السلام دليل على ذلك فقد جاء فيها:
"فرض الله الصيام تثبيتا للإخلاص"
أنا أجـزي به:
بخصوص هذا الفعل هناك احتمالان:
1-أن يكون الفعل المضارع المتكلم مبنياً للمعلوم بكسر "الزاء" وحينئذٍ يكون المقصود هو أنَّ جزاء الصوم يكون من قبله تعالى، وهو الذي يجازي العبد.
ويُردّ على هذا الإحتمال أنه لا يختص الصوم بذلك، بل جميع العبادات هي كذلك فالله هو الذي يجازي على الصلاة والحج والزكاة وغيرها من العبادات، إلا أن يقال بأن المقصود أن الله بنفسه يباشر في إعطاء المؤمن جزاء الصوم وأما سائر العبادات فجنوده سبحانه {..وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ..}(الفتح/4) لهم الدور في جزائها.
2-أن يكون الفعل المضارع مبنياً للمجهول بفتح "الزاء" وحينئذٍ يكون للحديث معنى عميق عرفاني قد أشار إليه الإمام قدِّس سرُّه حيث قال:
"الصوم الذي هو تقوى النفس ويكون لله وهو جزائه"(الطلب والإرادة)
عـلل الصّـوم:
قد وردت أحاديث في علل الشرائع إليك بعض ما ورد في خصوص الصوم:
استواء الفقير والغني: "أما العلة في الصيام ليستوي به الغني والفقير، وذلك لأن الغني لم يكن ليجد مس الجوع، فيرحم الفقير، لأن الغني كلما أراد شيئا قدر عليه، فأراد الله عز وجل أن يسوّي بين خلقه وأن يذيق الغني مس الجوع والألم، ليرق على الضعيف ويرحم الجائع".
معرفة ألم الجوع والعطش: "لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش، ويستدلوا على فقر الآخرة، وليكون الصائم خاشعا ذليلا مستكينا مأجورا محتسبا عارفا صابرا لما أصابه من الجوع والعطش، فيستوجب الثواب مع ما فيه من الإمساك عن الشهوات، وليكون ذلك واعظا لهم في العاجل، ورائضاً لهم على أداء ما كلفهم ودليلا لهم في الأجر، وليعرفوا شدة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا، فيؤدوا إليهم ما فرض الله تعالى لهم في أموالهم".
وما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"عليكم بالصوم، فإنه محسمة للعروق ومذهبة للأشر"
وأيضا: عنه صلى الله عليه وآله وسلم:
"الصوم يدق المصير، ويذيل اللحم، ويبعد من حر السعير".
وأيضا: عنه صلى الله عليه وآله وسلم:
"عليك بالصوم، فإنه جنة من النار، وإن استطعت أن يأتيك الموت وبطنك جائع فافعل".
وغيرها من الأحاديث الكثيرة.
حكمـة لا عـلّة:
وعلى ضوء ما ذكرنا يتضح لنا بأنَّ مثل هذه الأحاديث الشريفة إنما تشير إلى حكمة الصوم لا علّة تشريع الصوم الذي هو الوصول إلى الله تعالى، كما يؤكِّد عليه قوله تعالى:
{كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(البقرة/183).
وقول الإمام الباقر عليه السلام:
"الصيام والحج تسكين القلوب"(الكافي:4/62/1).
قال الإماٍم الخميني قدس سره الشريف:
إن شيخنا العارف الكامل شاه آبادى روحي فداه يقول:
"إن جميع العبادات عبارة عن إسراء ثناء الحق جلّت عظمته إلى النشأة الملكية للبدن، وكما أن للعقل حظّاً من المعارف وثناء المقام الربوبي وللقلب حظاً وللصدر حظّاً كذلك فلملك البدن أيضاً حظ وهو عبارة عن هذه المناسك، فالصوم ثناء ذات الحق تعالى بالصمدية، وظهور ثنائه بالقدوسيّة والسبوحية".
--------------------------------------------------------------------------------
هناك آيات وروايات كثيرة تؤكِّد على أهمية هذه العبادة بين العبادات الآخرى.
وقد ورد أن الصوم مبعد للشيطان كما بين المشرق والمغرب ومسود لوجهه، وبما بني عليه الإسلام وجنة من النار وزكاة للأبدان وفاعله في عبادة وإن كان على فراشه ما لم يغتب مسلما ونومه عبادة وصمته ونفسه تسبيحا وعمله متقبلا ودعائه مستجاباً.
وإن للصائم فرحتين فرحة عند الافطار وفرحة عند لقاء به، وإن العبد يصوم متقربا إلى الله سبحانه فيدخله به الجنة، وإن لله ملائكة موكلين بالدعاء للصائمين.
وإن المؤمن إذا صام شهر رمضان احتساباً أوجب الله له سبع خصال:
يذوب الحرام من جسده، ويقرّب من رحمة ربه، ويكفر خطيئة أبيه آدم عليه السلام، ويهوّن الله عليه سكرات الموت، ويأمنه من جوع يوم القيامة وعطشه، ويعطيه الله من البراءة من النار، ويطعمه من طيبات الجنة.
وإنه ما من صائم يحضر قوما يأكلون إلا سبح اقتضاؤه وكانت صلاة الملائكة عليه، وإن من صام لله يوما في شدة الحر فأصابه ظمأ وكل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه حتى إذا أفطر قال الله سبحانه:
"ما أطيب ريحك وروحك، ملائكتي اشهدوا أني قد غفرت له"
الصّـوم لله وحـده:
قيل في تخصيص الصوم بالله تعالى لكونه أمرا عدمياً لا يظهر لغيره تعالى، فهو أبعد من الرياء وأقرب إلى الإخلاص. وأمّا سائر العبادات فلاشتمالها على حركات وسكنات، كالصلاة والحج، فتسرّب شائبة الرياء إليها أكبر، وقد ورد في حديث عن الله تعالى:
"كل عمل ابن آدم هو له، غير الصيام هو لي وأنا أجزي به"
كما أنَّ ما في خطبة الزهراء عليها السلام دليل على ذلك فقد جاء فيها:
"فرض الله الصيام تثبيتا للإخلاص"
أنا أجـزي به:
بخصوص هذا الفعل هناك احتمالان:
1-أن يكون الفعل المضارع المتكلم مبنياً للمعلوم بكسر "الزاء" وحينئذٍ يكون المقصود هو أنَّ جزاء الصوم يكون من قبله تعالى، وهو الذي يجازي العبد.
ويُردّ على هذا الإحتمال أنه لا يختص الصوم بذلك، بل جميع العبادات هي كذلك فالله هو الذي يجازي على الصلاة والحج والزكاة وغيرها من العبادات، إلا أن يقال بأن المقصود أن الله بنفسه يباشر في إعطاء المؤمن جزاء الصوم وأما سائر العبادات فجنوده سبحانه {..وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ..}(الفتح/4) لهم الدور في جزائها.
2-أن يكون الفعل المضارع مبنياً للمجهول بفتح "الزاء" وحينئذٍ يكون للحديث معنى عميق عرفاني قد أشار إليه الإمام قدِّس سرُّه حيث قال:
"الصوم الذي هو تقوى النفس ويكون لله وهو جزائه"(الطلب والإرادة)
عـلل الصّـوم:
قد وردت أحاديث في علل الشرائع إليك بعض ما ورد في خصوص الصوم:
استواء الفقير والغني: "أما العلة في الصيام ليستوي به الغني والفقير، وذلك لأن الغني لم يكن ليجد مس الجوع، فيرحم الفقير، لأن الغني كلما أراد شيئا قدر عليه، فأراد الله عز وجل أن يسوّي بين خلقه وأن يذيق الغني مس الجوع والألم، ليرق على الضعيف ويرحم الجائع".
معرفة ألم الجوع والعطش: "لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش، ويستدلوا على فقر الآخرة، وليكون الصائم خاشعا ذليلا مستكينا مأجورا محتسبا عارفا صابرا لما أصابه من الجوع والعطش، فيستوجب الثواب مع ما فيه من الإمساك عن الشهوات، وليكون ذلك واعظا لهم في العاجل، ورائضاً لهم على أداء ما كلفهم ودليلا لهم في الأجر، وليعرفوا شدة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا، فيؤدوا إليهم ما فرض الله تعالى لهم في أموالهم".
وما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"عليكم بالصوم، فإنه محسمة للعروق ومذهبة للأشر"
وأيضا: عنه صلى الله عليه وآله وسلم:
"الصوم يدق المصير، ويذيل اللحم، ويبعد من حر السعير".
وأيضا: عنه صلى الله عليه وآله وسلم:
"عليك بالصوم، فإنه جنة من النار، وإن استطعت أن يأتيك الموت وبطنك جائع فافعل".
وغيرها من الأحاديث الكثيرة.
حكمـة لا عـلّة:
وعلى ضوء ما ذكرنا يتضح لنا بأنَّ مثل هذه الأحاديث الشريفة إنما تشير إلى حكمة الصوم لا علّة تشريع الصوم الذي هو الوصول إلى الله تعالى، كما يؤكِّد عليه قوله تعالى:
{كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(البقرة/183).
وقول الإمام الباقر عليه السلام:
"الصيام والحج تسكين القلوب"(الكافي:4/62/1).
قال الإماٍم الخميني قدس سره الشريف:
إن شيخنا العارف الكامل شاه آبادى روحي فداه يقول:
"إن جميع العبادات عبارة عن إسراء ثناء الحق جلّت عظمته إلى النشأة الملكية للبدن، وكما أن للعقل حظّاً من المعارف وثناء المقام الربوبي وللقلب حظاً وللصدر حظّاً كذلك فلملك البدن أيضاً حظ وهو عبارة عن هذه المناسك، فالصوم ثناء ذات الحق تعالى بالصمدية، وظهور ثنائه بالقدوسيّة والسبوحية".
الجمعة أغسطس 20, 2010 3:25 am من طرف نسيبة قاروط
» شكل الفاكهة اعجاز الهي
الثلاثاء أغسطس 03, 2010 2:57 am من طرف نسيبة قاروط
» حساب سرعة الضوء في القران
الثلاثاء أغسطس 03, 2010 2:47 am من طرف نسيبة قاروط
» الاعب ميسي
السبت يوليو 31, 2010 3:36 am من طرف subhi83
» الياسمين يساعد في النوم
السبت يوليو 17, 2010 5:19 am من طرف زائر
» القيلولة الظهرية و فوائدها
السبت يوليو 17, 2010 5:09 am من طرف زائر
» الشاي الأخضر يسبب النحافة
السبت يوليو 17, 2010 4:39 am من طرف زائر
» الأحــلام.. ماذا تعرف عنها؟؟
الثلاثاء مايو 11, 2010 5:35 pm من طرف lion96
» لون الشفاه تدل على الوضع الصحي
الأحد مايو 09, 2010 11:50 pm من طرف lion96