روضة الصالحين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الصالحين 1

المواضيع الأخيرة

» فائدة كلمة الله على الجسم
زهرة الصحراء السورية العريقة I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 20, 2010 3:25 am من طرف نسيبة قاروط

» شكل الفاكهة اعجاز الهي
زهرة الصحراء السورية العريقة I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 03, 2010 2:57 am من طرف نسيبة قاروط

» حساب سرعة الضوء في القران
زهرة الصحراء السورية العريقة I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 03, 2010 2:47 am من طرف نسيبة قاروط

» الاعب ميسي
زهرة الصحراء السورية العريقة I_icon_minitimeالسبت يوليو 31, 2010 3:36 am من طرف subhi83

» الياسمين يساعد في النوم
زهرة الصحراء السورية العريقة I_icon_minitimeالسبت يوليو 17, 2010 5:19 am من طرف زائر

» القيلولة الظهرية و فوائدها
زهرة الصحراء السورية العريقة I_icon_minitimeالسبت يوليو 17, 2010 5:09 am من طرف زائر

» الشاي الأخضر يسبب النحافة
زهرة الصحراء السورية العريقة I_icon_minitimeالسبت يوليو 17, 2010 4:39 am من طرف زائر

» الأحــلام.. ماذا تعرف عنها؟؟
زهرة الصحراء السورية العريقة I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 11, 2010 5:35 pm من طرف lion96

» لون الشفاه تدل على الوضع الصحي
زهرة الصحراء السورية العريقة I_icon_minitimeالأحد مايو 09, 2010 11:50 pm من طرف lion96


    زهرة الصحراء السورية العريقة

    avatar
    ga3fer84


    عدد المساهمات : 33
    تاريخ التسجيل : 02/03/2010
    العمر : 27

    زهرة الصحراء السورية العريقة Empty زهرة الصحراء السورية العريقة

    مُساهمة  ga3fer84 الثلاثاء مارس 02, 2010 12:57 pm

    تدمر أو كما كان يطلق عليها الرومان /مدينة النخيل/، شكلت في القرون الوسطى احدى أغنى مدن الشرق الأوسط

    تم تأسيسها قبل حوالي 4000 عام في قلب الصحراء السورية، حيث كانت تقع على ملتقى الطرق التجارية المتجهة من روما باتجاه الشرق مروراً ببلاد الفرس والهند والصين، وتبعد مئات الكيلو مترات عن مجرى الأنهار ، محاطة بمساحات كبيرة من الرمال والحجارة. وقد كانت هذه الواحة الصحراوية محطة للقوافل التجارية التي تنقل البضائع من كل أنحاء العالم، وكانت تمر أيضاً عبر أسوار تدمر قوافل الحرير الصيني، العطور الهندية، وقوافل زيت الزيتون والبهارات باهظة الثمن.

    أما سكان مدينة تدمر فكانت رحلاتهم التجارية من المحيط الهندي في الشرق حتى بريطانيا الحالية في الغرب، وأكبر ازدهار شهدته المدينة كان في القرن الثالث قبل الميلاد في عهد الملكة الطموحة (زنوبيا) وذلك عندما شكلت تدمر الغنية والعريقة تهديداً لروما.



    إنني أحلم بالأمطار، أحلم بالحدائق في رمال الصحراء ..... هذه كلمات المطرب البريطاني (ستينغ) في أغنيته DESERT ROSEوأسافر من دمشق الى تدمر عبر مساحات الصحراء السورية العارية ويظهر في الأفق بين فترة وأخرى جمل أو قطيع والمساكن الفقيرة للقبائل الصحراوية التي تبحر في هذه الأرض المضيافة بحثاً عن الماء .الصحراء السورية أو كما يسميها العرب" بادية الشام" تقع بين وديان خصبة للبحر المتوسط غرباً ووادي الفرات شرقاً وتمتد لتشمل مساحات من سورية والأردن والسعودية والعراق سكانها يسمون نفسهم بالبدويين أي أولاد الصحراء.

    التغيرات الكبيرة في درجات الحرارة اليومية وقلة المياه والنباتات تجعل حياة البدو صعبة جداً لكن ذئاب الصحراء سعداء بصعوبة الحرية التي يتمتعون بها ولا يستبدلونها برفاهية الحياة المتطورة بالرغم من أن الحكومة السورية تبذل كل جهدها لتوطين هؤلاء البدو وذلك بتقديمها مواد البناء مجاناً وغيرها من التسهيلات. لكن أغلبهم لا زالوا يعيشون في الخيم التقليدية مصنوعة من شعر الجمل ويتنقلون دوماً من مكان لأخر




    الأسر الكبيرة 20-50 فرداً على الأغلب يشكلها الرجال المتزوجين من 3أو 4 نساء مع عدد كبير من الأولاد وتقسيم العمل والعادات القديمة ما زالت موجودة في حياة هذه التجمعات البدوية .البدو عموماً مولعون بالخيول وقص الحكايات ومن الأمور الأكثر أهمية بالنسبة لهم هي أن يكونوا أقوياء شرفاء ومحترمين بالرغم من صعوبة حصولهم على الطعام فهم كرماء جداً ويتقاسمون دائماً مع الغريب موائدهم المتواضعة التي تتكون من الرز والفاصولياء أو أنه يقومون بتقديم كوب من الشاي للضيف وإن احتساء الشاي المحلى ممثل أحد الطقوس لدى العرب والبدو والتي تتكرر عدة مرات في اليوم .

    تابعت سفري ، كيلو مترات وكيلو مترات من الرمال والحجارة . كما تظهر نباتات صحراوية غريبة الطريق شبه خالي وبين الحين والآخر يمر راكب دراجة ملثم الوجه بشكل كامل ويرتدي اللباس البدوي التقليدي حتى لون اللثام هو تقليدي أي أحمر وأبيض ولا تظهر إلا عيني راكب الدراجة وأحياناً كنا نصادف مركبات مزينة غير معروفة الأصل والمنشأ.فجأة شاهدنا لافتة غريبة وسط الصحراء كتب عليها(قهوة بغداد) والذي تعيد التذكير بالفيلم الأمريكي المشهور تحت نفس العنوان ، الديكور الداخلي للمقهى مهندس بطراز بدوي تقليدي مع مجموعة من الأدوات التي تستخدم في الحياة اليومية ، وشرح لي القائمون على المقهى وأنا أشرب فنجاناً من الشاي أن فكرة فتح مثل هذا المقهى جاءت بسبب السياح الذين كانوا غالباً يقفون بالقرب من خيمهم طلباً للراحة والمرطبات ، أما التسمية فتعود الى كونه يقع على الطريق إلى بغداد ، أي بضع كيلو مترات من الحدود العراقية.



    أخيرا وصلت إلى تدمر، المدينة المليئة بالتناقضات غير المفهومة ، حيث يرتفع النخيل الأخضر وتنتشر الحدائق والمسابح وسط الصحراء المحاطة بتلال عارية ورمال حامية (ساخنة) وتقف الواحدة بجانب الأخرى الفنادق الفاخرة ذات الخمس نجوم ، كما تنتشر البيوت المتواضعة ذات الأسوار العالية ، وتلتقي في شوارع تدمر ببنات أوربا الغربية ذوات الفساتين الرقيقة والقمصان الضيقة بنساء المنطقة المحجبات اللواتي لا يظهرن حتى وجوههم.بالطبع إن واحدة من أكبر التناقضات هو التحام حضارتين إحداها أقدم ب17 قرناً . منظر المدينة مع الأيام الخوالي والمعابد الفخمة مع مئات من الأعمدة العالية ما زالت اليوم تبعث الاحترام لدى السياح والزوار لها، معبد(ايبلا) معبد (أتيمور) ، المدرج، والمسرح الرئيسي وحمامات زنوبيا، كل ذلك يمثل إبداع مهندسي البناء في القرون الماضية، وتعكس أهمية وثراء تدمر القديمة، بالرغم من كون تدمر جزء من الإمبراطورية الرومانية، فقد كانت تتمتع بوضع المدينة الحرة والذي ساعد بشكل أساسي على تطوير التجارة الحرة وتقوية تأثير حكام تدمر.

    ما زالت الحكايات تدور حول الملكة الأسطورة زنوبيا التي أوصلت تدمر الى قمة رفاهيتها وازدهارها أثناء حكمها ، قامت هذه المرأة الحكيمة ذات الشخصية القوية والجمال بجمع الكثير من الفلاسفة والمفكرين في قصرها، كانت تتوق إلى التخلص من السيطرة الرومانية، فاستطاعت بتطلعاتها الكبيرة أن تفتح سورية بأكملها،مصر وحتى قسم من أسيا الصغرى، حصلت على لقب (أغسطس) الذي كان يعطى فقط للأباطرة الرومان، وبدأت بصك النقود واضعة صورتها عليها، ثم بعث الإمبراطور (اورليان) بجيش كبير استطاع بعد مقاومة قصيرة الاستيلاء على تدمر، واقتديت الملكة المهزومة مقيدة بالسلاسل إلى روما، حيث سممت نفسها.




    ولم يكن قدر المدينة أفضل من قدر ملكتها، حيث أراد الرومان الانتقام فحولوا المدينة الى معسكر للجيش، وقد أخليت المدينة بالكامل وذلك بعد الزلزال العنيف عام 1069 وتم ترك المدينة للنسيان وللسياح، وفي القرن الماضي بدأت أعمال التنقيب عن الآثار والأبحاث في هذه المدينة.

    أما أهم الآثار فتمثلها المقابر التي ما زالت في حالة جيدة والتي رسمت عليها الصور المتناثرة على الأحجار الواقعة خارج أسوار المدينة ، وتختلف المقابر فيما بينها بطريقة بنائها ، ويعود ذلك إلى غنى وتأثير الشخص الذي بنيت له، وبهذا فإن بعض هذه المقابر كانت أبراجاًعالية وبعضها الآخر كان أكثر تواضعاً فقد بنيت بحيث تتسع لعائلة واحدة في فترة 200سنة.

    وترتفع على تلة قريبة قلعة من أوائل القرن السابع عشر حيث بناها الأمير(فخر الدين) الذي كان يدرب فرقته العسكرية في تدمر . أما اليوم فتمثل هذه القلعة مكاناً رومانسياً حيث يمكن منها مراقبة غياب الشمس وذهابها إلى مرقدها خلف الصحراء، ويأتي كل يوم عدد كبير من السياح ومن سكان المنطقة لمشاهدة هذا المنظر الرائع والتمتع بهدوء الطبيعة الخلابة.



    وبينما يغرق قرص الشمس الملتهبة خلف الجبال البعيدة، يسمع صوت مآذن الجوامع التي تنادي (الله أكبر) ، لا اله إلا الله، لا أعظم من الله، تدوي في شوارع الصحراء من أسوار معبد ايبلا إلى الأعمدة وتختفي في المساحات الواسعة للرمال والحجارة، وعندما أنظر إلى تدمر العريقة أسأل نفسي" هل هناك حقيقة أكبر من ذلك؟"

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 18, 2024 9:45 pm